عبد المجيد بوشنفى
اتبتت جل الدراسات ان السياسات التنموية التي اتبعها المغرب مند الاستقلال الى الان، كانت فاشلة، وانعكست بشكل سلبي على مختلف القطاعات ، ومن افرازاتها انها كرست الفوارق الاحتماعية والمجالية وعمقتها. كما انتجت نخبا سياسية هشة لا تملك اي تصور مجتمعي، ولا رؤية مستقبلية للمغرب، ولاادل على دلك فقر مشاريعها الايديو- السياسية وهزالتها مما يجعلها لا تستجيب لطموحات وتطلعات الفئات الاجتماعية العريضة المغربية.
ويتضح ذلك جليا في الانتخابات المحلية والبرلمانية، ذلك ان جميع مشاريعها المجتمعية المقدمة للمواطن المغربي تكون متشابهة ، و لا تمكنه من التمبيز بين هذا الحزب او ذاك، مما تعطي انطباعا لدى المغاربة” ان ولاد عبد الواحد كلهم واحد. ”
والأغرب في الأمر انه في السبعينات كانت للأحزاب التاريخية ادبياتها ومشاريعها الايديو -السياسية واضحة ومختلفة بعضها عن بعض ،و ترى فيها الخلاص للمجتمع المغربي من الفقر والهشاشة والتبعية. هدا اضافة الى انها تسمح للمواطن المغربي بان يختار فيما بينها نظريا، لانه موضوعيا كان الوضع مختلفا،فالمخزن كان لايسمح الا بالتصور الذي يخدم مصالح النظام السياسي آنذاك.
اليوم ، بلغت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية حدها، والمغرب غارق في المديونية، وكشف المجلس الاعلى للحسابات عن فشل الحكومة المغربية في تنفيد خطة الامم المتحدة لاهداف التنمية المستدامة ، كما اتسعت حسب الدوائر الدولية والوطنية دائرة الفقر والهشاشة، وفشلت كل المخططات التنموية من جديد، مما جعل جلالة الملك يتدخل ليحث على ضرورة بلورة نموذج تنموي جديد.
ان الاحزاب السياسية مطالبة اليوم بان تتحمل مسؤوليتها التاريخية والوطنية ،بان تتجاوز اولا صراعاتها البراغماتية الضيقة، وتجلس ثانيا فيما بينها من خلال لجانها الاقتصادية المتخصصة الى جانب خبراء وفاعلين اقتصاديين مستقلين لصياغة نموذج تنموي جديد اداته ومركزه وهدفه المواطن المغربي ،وغايته الاسمى بناء مغرب مستدام لجميع المغاربة .