في خضم التحولات الكبرى التي يشهدها العالم في قطاع الطاقة، يسير المغرب بخطى واثقة نحو الريادة، مستنداً إلى رؤية ملكية متبصرة يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. هذه الرؤية الطموحة تهدف إلى جعل المملكة فاعلاً رئيسياً في التحول الطاقي العالمي، مرتكزة على مبادئ الاستدامة، السيادة الطاقية، والتكامل مع المعايير الدولية.
يعد تعيين زهير شرفي رئيساً للهيئة الوطنية لضبط الكهرباء بداية فصل جديد في هذا المسار الطاقي الطموح. إن توجيهات جلالة الملك لا تقتصر على تطوير قطاع الكهرباء فقط، بل تشمل مجالات أوسع مثل الغاز الطبيعي، الهيدروجين الأخضر، والطاقات المتجددة.
هذا التحول النوعي للهيئة الوطنية لضبط الكهرباء يعكس تطلعات المغرب لإعادة تعريف مفهوم الحكامة الطاقية، من خلال الاعتماد على أفضل الممارسات الدولية وضمان التكامل بين مختلف القطاعات الطاقية.
إنجازات متقدمة في الطاقات المتجددة
يواجه المغرب رهانات كبيرة تتطلب استجابة طموحة، إذ نجح بالفعل في تجاوز توقعات عام 2030 من خلال تحقيق نسبة 45% من مزيج الكهرباء من الطاقات المتجددة في 2024. كما تم رفع الهدف إلى 56% بحلول عام 2030.
مع نهاية عام 2023، بلغت قدرة مشاريع الطاقات المتجددة التي تم تشغيلها 4600 ميغاواط، وتشمل 1771 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية، و1430 ميغاواط من الطاقة الريحية، و830 ميغاواط من الطاقة الشمسية.
الهيدروجين الأخضر: رهان استراتيجي للمستقبل
يمثل دمج الغاز الطبيعي والهيدروجين الأخضر خطوة حاسمة في تعزيز التنافسية الطاقية. فالهيدروجين الأخضر، الذي يمثل أولوية وطنية، يُعد رهاناً مستقبلياً للمغرب. بفضل البنية التحتية المتطورة والموقع الجيوستراتيجي الفريد الذي يربط بين إفريقيا وأوروبا، أصبح المغرب واحداً من بين أكثر الدول تنافسية في إنتاج الهيدروجين الأخضر منخفض التكلفة.
مشاريع استراتيجية تعزز المكانة الإقليمية والدولية
تتمتع المملكة بموقع جيوستراتيجي استثنائي يدعم مشاريع طموحة مثل خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب وخطوط الربط الكهربائي مع أوروبا. هذه المشاريع تعزز موقع المغرب كمحور طاقي استراتيجي في المنطقة، وكجسر طاقي وتجاري بين القارتين.
ريادة إقليمية في جذب الاستثمارات الطاقية
على الصعيد الدولي، يحتل المغرب المرتبة الأولى في إفريقيا من حيث استقطاب الاستثمارات في الطاقات المتجددة، وفقاً لمؤشر جاذبية الدولة للطاقة المتجددة. كما تم تصنيفه من بين أهم خمسة روابط طاقية عالمية من قبل بلومبيرغ.
رؤية ملكية تعيد تشكيل مستقبل الطاقة
الرؤية الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لم تقتصر على بناء قطاع طاقة مستدام، بل أسست لمفهوم جديد للحكامة الطاقية يضع المغرب في مقدمة الدول التي تقود التحول الطاقي العالمي.
بفضل استراتيجياته الطموحة وإصلاحاته الهيكلية، أصبح المغرب نموذجاً يحتذى به في تحقيق التوازن بين السيادة الطاقية، التنمية المستدامة، وتعزيز موقعه كمحور طاقي عالمي