الرئيس الذي تم انتخابه ليس بجديد عن التدبير الجماعي الاسماعيلي، فهو وجه انتخابي مالوف لدى الساكنة ،كان حاضرا في جل المجالس الجماعية السابقة ، سواء في التقسيم الجماعي القديم او الحالي،وساهم بشكل او باخر في التشكيلات الجماعية السابقة المسؤولة عن تسيير وتدبير شؤون المدينة.
السؤال الدي يفرض نفسه: على اي اساس تم انتخاب الرئيس الجديد لجماعة مكناس ؟ هل لكاريزميته ام يملك مشروعا وبرنامجا سياسيا قادر على رفع التحديات الكبرى التي تعاني منها مدينة مكناس ؟ هل تم التصويت بناء على الانضباط الحزبي ومعايير ديمقراطية تتمثل في تقارب وجهة النظر الايديو السياسية وعلى مشروع مجتمعي محلي موحد يستجيب لتطلعات الساكنة ام ان الامر تم وفق توافقات نفعية مصلحية ؟
المجلس الجديد” القديم ” مطالب من تجاوز النزعة الضيقة الذاتية، والعمل على اخراج العاصمة الاسماعيلية من هامشيتها والحاقها بمصاف النمو والتطور الذي تعرفه باقي المدن المغربية الكبرى.
ان الترييف، و الفقر الشامل الذي تعاني من مدينة مكناس ناتج عن سوء تدبير المجالس الجماعية السابقة، رغم ان المدينة تتوفر على مقومات اقتصادية وفلاحية (المناطق الصناعية القديمة والجديدة التي تحتاج الى الهيكلة والتنظيم والشفافية في اثمنة البقع الارضية )، سياحية وثقافية مهمة فهي مصنفة تراث عالمي انساني، بتاريخ حضاري عريق ، وماثر تاريخية عطيمة كباب منصور لعلج، وليلي، اسوارها ، والمدينة القديمة بفسيفسائها العمرانية التي تحمل بصمة تاريخ الرؤية المعمارية الاسلامية ، كان بالاحرى استتثمارها في السياحة الثقافية، وجلب مستثمرين اجانب للاستثمار في الصناعة الغذائية، وتشجيع شباب المدينة لولوج عالم المقاولة والاستثمار في القطاعات الجدبدة : كالمجال الرقمي ، الذكاء الصناعي ، التكنولوجبة الحديثة والطاقات المتجددة وولوج الاقتصاد الدائري.
فمقارنة خاطفة لمكناس اليوم مع المدن الكبيرة المغربية ، نجدها قرية كبيرة تفتقد الى مقومات المدن العصرية الذكية و مرتكزات التنمية الاستدامة، فهي تعرف اليوم اختلالات كبيرة على مستوى تدبير الاسواق النموجية ، وقطاعات النقل والنظافة والتعمير، وخصاص في المراكز الاجتماعية ، ودور الشباب والثقافة، واهتراء بنياتها التحتية………فهل يستطيع المجلس “الجديد” ان ينقذ العاصمة الاسماعيلية من تخلفها ويخرجها من التريف الى التمدن ام ان الامر يحكمه منطق اعادة الانتاج وان ” ولاد عبد الواحد كلهم واحد”.
.