لم تنحصر نتائج طوفان الأقصى في جعل صوت القانون والعدالة ينتصر، بإقدام المحكمة الجنائية الدولية على إصدار مذكرتي اعتقال ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه المقال يوآف غالانت، بل غيرت كذلك الوعي العالمي بجعله يقف على حقيقة تاريخ الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من طرف إسرائيل بدعم امريكي مطلق.
في تصريح لوسائل الاعلام حول سبب تضامنهم مع فلسطين، أكد طلبة أمريكيون ومن أوروبا، ان طوفان الأقصى دفعهم الى البحث في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، جعلهم يكشفون الحقيقة التاريخية التالية:
ان الاحتلال الإسرائيلي في 15 مايو/أيار 1948 ارتكب عددا من الجرائم والمجازر في حق الشعب الفلسطيني، وعملت العصابات الصهيونية قبل هذا التاريخ على إبادة وتقتيل وتهجير قرى وبلدات فلسطينية كاملة، وأحلت محلها تجمعات لمستوطنين يهود خططت لتهجيرهم من عدة أنحاء من العالم.
وامتدت مذابح الاحتلال الصهيوني الى صبرا وشاتيلا ودير ياسين والطنطورة ومذبحة خان يونس وكفر قاسم ومجزرة الحرم الإبراهيمي ومذبحة مخيم جنين.
كما أمعنت إسرائيل في الإبادة الجماعية للفلسطينيين في سلسلة من الاعتداءات التي ارتكبتها في قطاع غزة في سنوات 2008 و2009 و2012 و2014 و2021.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 شن الجيش الإسرائيلي هجوما غير مسبوق على القطاع، وارتكبت قوات الاحتلال عشرات المجازر في الأحياء السكنية وفي المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس.
قرار اعتقال نتنياهو وغالانت، أعاد الثقة في المؤسسات الدولية الساهرة على حماية قيم العدالة، وكشف ان لا شخص او مؤسسة فوق القانون بعدما ساد الاعتقاد ان قانون الغاب عاد بأساليب معاصرة.
ليس مستبعدا أن تشكّل قرارات المحكمة بداية لاستقطاب عالمي جديد يضعف مكانة أميركا في العالم خاصة بعدما تبين عجزها عن حماية اسرائيل من تلك القرارات رغم استعمالها كل وسائل الترهيب والوعد والوعيد اتجاه المحكمة.