طوفان الاقصى: يعري صهيونية الإعلام الغربي وعنصرية الأنظمة السياسية الغربية .

 

عبد المجيد بوشنفى

الأحداث التي تعرفها فلسطين هذه الأيام، والهجوم العنيف والوحشي الذي تتعرض له من طرف إسرائيل بتأييد وبتفويض مطلق من الغرب. غايته كما صرحت الحكومة المتطرفة الاسرائلية محو الهوية الفلسطينية وإحداث نكبة ثانية .

إن ما تتعرض له فلسطين من تدمير وحصار ، وحرمان سكانها من ابسط شروط العيش ومنعهم من الحصول على الطعام، الماء، والكهرباء والأدوية ، والمساعدات الإنسانية  الدولية، لدليل أن هناك مشروع إسرائيلي غربي تترأسه راعية” السلام”الولايات المتحدة الأمريكية متمثلا في تنحية الفلسطينيين ودفعهم إلى مغادرة بلدهم ، وبالتالي تسهيل بسط الهيمنة الاسرائلية على كل الأراضي الفلسطينية .

إنها جريمة تاريخية وإنسانية لم يشهدها التاريخ من تطهير عرقي، وتهجير شعب بأكمله، وإرغامه على ترك أرضه بالقوة والعنف بتواطؤ دولي، وصمت عربي إسلامي.

سيشهد التاريخ عن دل عربي إسلامي، وتواطؤ دولي يتزعمه العالم الغربي على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية الذي يقدم نفسه كراعي للديمقراطية، يحترم القانون الدولي، و حقوق الإنسان ويدافع عنها، إلا انه تبين أن تلك المبادئ تسري فقط على الإنسان الأبيض.

فالغرب  هب لمناصرة أوكرانيا عسكريا ماليا تقنيا، وحاصر روسيا وفرض عليها عقوبات اقتصادية، وبالمقابل  أرسل سفنه الحربية لدعم الحكومة الفاشستية الإسرائيلية لدك فلسطين.

منذ 1948 والشعب الفلسطيني يتعرض للتنكيل والتهجير والقتل ، ولم يتحرك الغرب، بل غض الطرف، واعتبر أطفال ونساء وشيوخ الفلسطينيين بشر من درجة ثانية.

لم يندد الغرب بالأعمال الوحشية الإسرائيلية التي تمارس في حق الفلسطينيين، ولم يعاقب إسرائيل  أو يفرض عليها عقوبات، ولم يحثها على احترام القانون الدولي، ولم يرسل سفنه الحربية لردعها ، بل اعتبر هذه الأخيرة مقدسة ،وفوق القانون، ويمكن أن تعبث في الفلسطينيين كما تشاء.

صهيونية الإعلام الغربي

 اتضح للعالم حقارة ، وصهيونية  الإعلام الغربي، الذي خرق أخلاقيات المهنة التي تفترض- في أي عمل إعلامي يحترم نفسه- الموضوعية والتحقق من المعلومات الواردة إليه، خدمة للخبر الصادق والحقيقة، إلا أنه للأسف تحول هذا الإعلام إلى آلة حربية يزور الحقائق والصور لجعل إسرائيل الضحية وبالتالي شرعنة عمليات القتل والتدمير التي تتعرض لها فلسطين.

دناءة الإعلام الغربي ترجمت في طمسه للحقائق، واصطفافه إلى جانب أنظمته السياسية العنصرية، و رغم تراجع الييت الأبيض عن تصريحاته  الخاصة بذبح الرضع وقتل المستوطنين و المستوطنات  إلا انه عن عمد ظل يستند في قصاصته على رواية الحكومة  الإسرائيلية.

فالإعلام الغربي وعلى رأسه الفرنسي  ظل يردد الاخباراالمزيفة  الإسرائيلية بدون أي استحياء  أو احترام لقواعد المهنة الصحفية.فرغم التحقيقات الصحفية التي أجرتها بعض القنوات الإسرائيلية، كشفت بالملموس للعالم زيف روايات الحكومة الإسرائيلية، وان كل ما ورد من طرفها هو فقط  لشرعنة تدخلها العسكري، لاسترجاع هالة الجيش .

والغريب في الأسلوب الإعلامي الغربي الصهيوني، انه لأول مرة،  تستدعي قنواته سفراء فلسطين لا لاستكشاف الحقيقة بل فقط لتطلب منهم إدانة ما وقع. وكانت تستهل لقاءها بهم، بطرح السؤالين التاليين:  هل تدين ما حدث لإسرائيل ؟ وهل حركة حماس إرهابية؟ لم تسألهم عن الوضع في فلسطين، ولا عن الحيثيات التاريخية للقضية الفلسطينية بحيث كان همها الأول والأخير جعل إسرائيل هي الضحية.حقارة إعلامية ما بعدها حقارة.

سيسجل التاريخ التحالف المبغض ما بين الغرب وإعلامه، والذي سيبقى وصمة عار  على العالم  الغربي الذي خان فلسفة الأنوار وقيم الحرية  والديمقراطية وحقوق  الإنسان التي ناضلت  وضحت من اجلها  شعوبه .

اليوم تتحول الأنظمة الغربية إلى انظمه وحشية، عنصرية، اختفت منها كل أوجه الإنسانية.سيشهد التاريخ مساهمتها في قتل وتشريد شعب بأكمله ألا لهو  الشعب الفلسطيني.كما  سيكشف للأجيال اللاحقة عنصريتها وزيف شعاراتها المتعلقة بحقوق الإنسان والدول، والديمقراطية والحرية التي جعلت منها قيم تخص  الإنسان الأبيض الغربي، وعلى رأسه الإنسان الإسرائيلي.

نبذة عن الكاتب

عبد المجيد بوشنفى، مدير النشر للموقع الاليكتروني " البيئة بريس"، حاصل على جائزة الحسن الثاني للبيئة في صنف الاعلام ، و جائزة التعاون المغربي- الالماني في الاعلام البيئي، عضو بشبكة الصحفيين الافارقة من اجل البيئة ورئيس الجمعية المغربية للاعلام البيئي والمناخ.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *