كوب 28: اية حصيلة مناخية عالمية في عالم غير عادل؟؟

عبد المجيد بوشنفى

 

 

ينعقد مؤتمر المناخ كوب 28 في الوقت الذي يعرف فيه العالم تقلبات واهتزازات وحروب اتت على الاخضر واليابس، وقضت على مؤشرات التنمية المستدامة.

فكيف لمؤتمر كوب 28 ان يقدم حصيلة  الدول المناخية،  والعالم المصنع لا زال يتصدر الدول الملوثة ، و لا زالت دول الجنوب تستقبل سمومه المناخية  ومخلفاته الخطيرة؟

كيف يمكن الحديث عن حصيلة المناخ في كوب 28 ، في الوقت الذي لا زالت فيه الدول الغربية تتلكا وتتهرب من الايفاء بالتزاماتها المالية اتجاه دول الجنوب؟

كيف يمكن تقييم حصيلة المناخ،  والغرب يشعل الفتن والحروب والانقلابات بدول الجنوب ويدوس بذلك على طبيعتها وتنوعها الحيوي ويستغل مواردها الطاقية ويؤزم  اوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ؟

فهل يمكن لدول مثل اليمن ، سوريا، العراق ، لبنان ،مصر، الجزائر، تونس ، ليبيا وفلسطين، السودان ، مالي،  الكونغو، تنزانيا، النيجر الى غير دلك من الدول الافريقية والعربية واللاتينية ان يكون لها مشروع مستدام  و مساهمة وطنية محددة مناخية وهي تعيش ظروفا سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة حدا ؟

المفارقة الغريبة في كوب 28 ان المؤتمر ينعقد بدبي بالامارات،  وهي احدى الدول المنتجة للنفط المسببة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون ، فكيف يمكن  الجمع بين المتناقضين:  بين سعي العالم الى اقتصاد اخضر والطاقات المتجددة  و الاستغناء على الذهب الاسود سبب رفاهيتها ورفاهية الدول النفطية.؟؟؟

فكيف يمكن تقييم الحصيلة المناخية ، والعالم كشف بشكل مفضوح تواطؤ الغرب مع اسرائيل في عدوانها  على فلسطين بحيث دمرت  الاخضر واليابس وكل انواع الحياة من ارض تربة ونبات وماء  وبنيات تحتية؟

ان دول الشمال تتعامل بمعيارين مع الدول العربية الاسلامية والافريقية بحيث بينت الاحدث التاريخية ان ما يشغله هو الحفاظ على  سيادته  وهيمنته  واستغلاله لموارد دول الجنوب الطبيعبية والطاقية ، للحفاظ على رفاهيته  مع تفقير تلك الدول وتكريس تخلفها لكي تبقى  تابعة وخانعة ومنصاعة لاوامره،  انها عبودية  باليات جديدة ؟ .

سينتهي المؤتمر كما العادة ببيان يتضمن الالتزامات الكلاسيكية للدول اتجاه المناخ، وسيقفل  ابوابه و سخبه،  لتعود الدول الى عاداتها القديمة ومنطقها الاقتصادي البراغماتي الضيق، وليتنصل الغرب  كعادته  من التزاماته المالية ، ولتعاني دول الجنوب من تلوث الغرب  وهيمنته الاقتصادية واوضاعها الاجتماعية المزرية.

للاشارة ،يجتمع أكثر من 70 ألف مشارك، بينهم رؤساء دول ومسؤولون حكوميون، ابتداء غدا  الخميس في دبي، لتقييم الالتزامات بشأن مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري للكوكب وتحديد الأهداف المستقبلية، بينما يتوقع أن تكون هذه السنة الأكثر سخونة على الإطلاق إذ سجل ارتفاع جديد في معدلات الحرارة بسبب التباطؤ الحاد في المبادرات للتقليص من حدة التغيرات المناخية.

وسيشهد المؤتمر الـ28 للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ “كوب 28” والذي يتواصل حتى 13 دجنبر المقبل، مشاركة أطراف فاعلة، بما في ذلك قادة الصناعة وممثلو القطاع الخاص، والأكاديميون والخبراء والشباب الذين سيشجعون صناع القرار على المضي قدما في تنفيذ إجراءات مناخية أكثر طموحا.

وفي علامة على هذا الحشد غير المسبوق للجهات الفاعلة غير الحكومية، وفي سابقة تاريخية، سيتوجه البابا فرانسيس لدبي ويلقي كلمة أمام المشاركين في القمة في 2 دجنبر، وكذلك أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين.

كما سيفتتح الإثنان في اليوم التالي ”جناح الإيمان“ في المعرض المقام على هامش القمة.

ويهدف هذا الجناح إلى أن يكون منصة عالمية للحوار بين زعماء الديانات المختلفة، وإشراكهم في جهود مكافحة تغير المناخ.

ويتضمن المؤتمر ثلاثة أحداث رئيسية تشمل الجلسة الافتتاحية والقمة العالمية للعمل المناخي التي ستجمع رؤساء الدول والحكومات يومي 1 و2 دجنبر، قبل انعقاد المؤتمر رفيع المستوى المقرر يومي 9 و10 دجنبر، والذي يشكل استئنافا لأعمال القمة العالمية وسيعطي الكلمة لقادة البلدان لتقديم الإعلانات الوطنية للدول الأطراف في الدورة ال28 للمؤتمر، وكذلك في بروتوكول كيوتو، واتفاق باريس.

وتتخلل أنشطة هذا الاجتماع مناقشات متخصصة في علاقة بالتغيرات المناخية تتناول مواضيع متنوعة مثل الصحة/الإغاثة والتعافي والسلام، والتجارة والمساواة بين الجنسين والطاقة والصناعة والانتقال الطاقي والبيئة العمرانية والنقل واستخدام الأراضي والمحيطات والغذاء والزراعة والمياه.

وسيشهد مؤتمر (كوب 28) تقديم أول حصيلة عالمية كما ينص على ذلك اتفاق باريس، تطرح تقييما شاملا للتقدم المحرز نحو تحقيق أهداف المناخ.

وسيمثل ذلك نقطة مركزية في المعركة العالمية ضد أزمة المناخ المتفاقمة، وفرصة لإلقاء نظرة عميقة على حالة الكوكب ورسم مسار أفضل للمستقبل.

 

نبذة عن الكاتب

عبد المجيد بوشنفى، مدير النشر للموقع الاليكتروني " البيئة بريس"، حاصل على جائزة الحسن الثاني للبيئة في صنف الاعلام ، و جائزة التعاون المغربي- الالماني في الاعلام البيئي، عضو بشبكة الصحفيين الافارقة من اجل البيئة ورئيس الجمعية المغربية للاعلام البيئي والمناخ.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *