عبد المجيد بوشنفى
إنه دون مؤتمر الأطراف (كوب)، قد لا يكون هناك مكان للاجتماع ومحاسبة أكبر ملوثي الكوكب، والمطالبة بالعدالة المناخية.
شهدت سنة 2024 ظواهر مناخية خطيرة تتجلى في الفيضانات التي حطمت الأرقام القياسية في إسبانيا، والاعاصير العنيفة في فلوريدا وحرائق الغابات في أمريكا الجنوبية، وتهديد تضاعف منسوب المياه لوجود الدول الجزرية بالمحيط الهادئ، وارتفاع درجات الحرارة بناء على تقرير جديد للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
والذي يزيد من تأزيم الأوضاع المناخية في العالم، الحروب والنزاعات الإقليمية التي تدمر كل اشكال الحياة بمناطق النزاع.
وأوضحت تقارير دولية أن تداعيات تغير المناخ طالت مختلف أنحاء العالم هذا العام، مخلفة آثارا بيئية واقتصادية واجتماعية جسيمة.
تنصل البلدان الصناعية الملوثة من وعودها المالية:
قال الأمين العام للصحفيين في مكتب الأمم المتحدة في أبيا، عاصمة ساموا: “نناضل بشدة من أجل العدالة المناخية … لكننا لا نرى الأموال اللازمة ولهذا السبب نطالب بإصلاح المؤسسات المالية الدولية من أجل تلبية احتياجات التمويل للبلدان”.
وأكد ضرورة أن تفي الدول المتقدمة بالتزاماتها المالية، بما فيها مضاعفة تمويل التكيف إلى أربعين مليار دولار على الأقل بحلول عام 2025، والحاجة إلى مساهمات كبيرة لصندوق الخسائر والأضرار كخطوة تجاه تحقيق العدالة المناخية لدعم الدول الضعيفة.
هكذا يتضح ان تنصل الدول الصناعية من التزاماتها المالية اتجاه الدول الضعيفة يؤدي الى تأزيم أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي الى عدم الاستقرار بها.
ويسود شعور بـ “خيبة الأمل” لدى الدول الفقيرة والفعاليات البيئية والمناخية العالمية التي ترى ان الدول الغربية تناقش موضوع المناخ من وجهة مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية.
كما كشفت محادثات كوب 29 عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية التي تعاني من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.
للاشارة فقد اختتم مؤتمر المناخ التابع للأمم المتحدة في باكو بأذربيجان باتفاق يدعو الدول المتقدمة إلى تقديم 300 مليار دولار سنويًا للدول النامية بحلول عام 2035 للحد بشكل كبير من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وذلك لحماية الأرواح وسبل العيش من التأثيرات المتفاقمة لتغير المناخ.
يحتاج العالم إلى خفض أكثر من 40 في المئة من انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2019، وكان من الممكن تقليص ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بالمستويات التي كانت عليها قبل الثورة الصناعية.
ويؤكد العلماء أن هذا الحد هو ما يمكن أن يحمينا من تغيرات مناخية كارثية.
وأصبح كوكب الأرض الآن أكثر سخونة بمقدار 1.2 درجة مئوية مما كان عليه في بداية الثورة الصناعية، وباتت الكوارث المناخية تتزايد في جميع أنحاء العالم.