صرخة نساء “الموقف إذا لم نشتغل سنموت جوعا” فيلم للمخرجة زهور بوزيدي

اختتمت مساء يوم أمس الأحد 11 يونيو، الذي صادف آخر يوم من أيام فعاليات الدورة 28 للمعرض الدولي للكتاب، دورة “السينما الوثائقية النسائية”، التي نظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج، بفيلم يحمل عنوانا صادما:

“Si on ne travaille pas, on crève de faim”

“إذا لم نشتغل سنموت جوعا” للمخرجة زهور بوزيدي.

ينقل لنا هذا الفيلم الوثائقي، الذي عرض، بقاعة النهضة بحضور المخرجة و رئيس مجلس الجالية المغربية بالمغرب ادريس اليزمي،  لأول مرة، بعد 15 سنة من الأبحاث والتحقيقات مع 500 عاملة زراعية في عدة مناطق من المغرب (الغرب، سايس، الواحة، تادلة، أكادير…)، قامت بها الأستاذة الباحثة زهور بوزيدي رفقة فريق من طلبتها بالجامعة، كان حاضرا أثناء العرض، نقل شهادات قوية وصادمة، لمعاناة العاملات الفلاحيات ( يطلق عليهن نساء الموقف)، نساء بعض منهن أمهات عازبات، يحكين قصصهن بكثير من الأسى والألم، وبوجوه مكشوفة، عن نضالهن اليومي من أجل لقمة عيش والظروف الصعبة التي يعملن فيها، والمشاكل التي يوجهنها، من عنف وتحرش واغتصاب وتمييز وابتزاز جنسي، مقابل الحفاظ على عملهن وضمان دخل مادي زهيد جدا لا يرقى إلى العمل الشاق الذي يقمن به.

مدة الفيلم 24 دقيقة وجرى إنجازه سنة 2018.

زهور بوزيدي عن هذا الفيلم، طرح السؤال على مخرجة الفيلم:

*بداية نسألك، كيف جاءت فكرة هذا الفيلم الوثائقي؟

-ولد هذا الفيلم الوثائقي بعد سنوات عديدة من البحث. كوني عالمة اجتماع في جامعة مكناس، كنت مهتمة بالعاملات، خاصة هذه الفئة الهشة ذات ظروف عمل صعبة للغاية. لاحظت إلى أي مدى هؤلاء النساء، رغم قيودهن وتجاربهن، شجاعات جدًا وتخضن معركة يومية لتوفير احتياجات أطفالهن وأسرهن. هؤلاء العاملات، اللواتي يعتبرن العمود الفقري لتزويد السلاسل الغذائية و بالتالي أنظمتنا الإنتاجية. لكن، ورغم هذا العمل المهم الذي يساهمن به في القطاع الفلاحي، فهن غير مرئيات وغير مسموعات. لذا، في لحظة ما، شعرت بأنني كعالمة اجتماع وباحثة، لم تكن الكتابة تسمح لي بنقل كل هذه العواطف القوية والتعاطف الذي أحسست به تجاههن، والعلاقة القوية التي تربطني بهن كان من الصعب نقلها عبر الكتابة، لدا بدا لي أن انجاز فيلم وثائقي عن هؤلاء النساء، هو الوسيلة الأنسب لطرح قضية العاملات الزراعيات، بعيدًا عن الدوائر الأكاديمية المغلقة.

*ما هي الرسالة التي أردت نقلها من خلال هذا الفيلم الوثائقي؟

-تم تنفيذ الفيلم الوثائقي مع النساء اللاتي أعرفهن منذ فترة طويلة ومعهن طورت علاقات ثقة. ويحكي الفيلم قصتهن التي عادةً ما يتم تصنيفهن في نفس الفئات. يتم تسميتهن بـ “نينجا”، في حين اخترن أن يبقين غير مرئيات لحماية أنفسهن من الحيف ونظرة المجتمع، الي يعانين منها. لقد حاولت أن أظهرهن في تنوعهن، وأن أسلط الضوء في نفس الوقت على الهشاشة التي يعيشن فيها، ولكن أيضًا على قوتهن وعزيمتهن، وأن أظهر صراعهن اليومي وأنهن نساء مثل غيرهن لديهن أحلام وتطلعات وإحباطات وانكسارات وآلام وأمل أيضا في مصير ووضع أفضل. لم يكن الهدف هو تكثيف وجعهن أو المبالغة في قدرتهن الإبداعية، ولكن كان الهدف هو إظهار كيف يحوّلن قيودهن إلى عزيمة للبقاء على قيد الحياة، والسعي لمستقبل أفضل لهن ولعائلاتهن.

بعد عرض الفيلم فتح الباب للنقاش مع الجمهور، فجاءت كل الشهادات منوهة بفكرة هذا الفيلم الوثائقي الذي يدعو بشكل مباشر ومفتوح، إلى ضرورة الترافع لتحسين ظروف هؤلاء النسوة، وفتح حوار حول ظروف عيش العاملات الفلاحيات عموما.

فعلى الرغم من أن نشاطهن الاقتصادي هو أساس الإنتاج الزراعي في المغرب، إلا أن هذا النشاط لا يزال غير معترف به اقتصاديا واجتماعيا. ولا يأخذه السياسيون في الاعتبار عند صياغة السياسات العامة، وهذه هي الرسالة التي يجب أن تصل إليهم من خلال هذا الفيلم للوعي بالوضعية الصعبة التي تعيشها نساء “الموقف” وكم كانت جملة احداهن قاسية ومعبرة عن واقعهن:” إذا لم نشتغل فسنوت جوعا”.”.

نبذة عن الكاتب

عبد المجيد بوشنفى، مدير النشر للموقع الاليكتروني " البيئة بريس"، حاصل على جائزة الحسن الثاني للبيئة، و على جائزة التعاون المغربي- الالماني في الاعلام البيئي، عضو بشبكة الصحفيين الافارقة من اجل البيئة، ورئيس الجمعية المغربية للاعلام البيئي والمناخ.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *