عبد المجيد بوشنفى
سقط القناع عن الإعلام الغربي الذي تم التهليل له بالمصداقية، الشفافية، الموضوعية واحترامه لأخلاقيات مهنة المتاعب، ورسم في تمثلات الوعي الثالثي صورة الإعلام الحر والمستقل لا يخدم الا الحقيقة.
فطوفان الاقصى عرى عن عنصرية وسادية الإعلام الغربي اتجاه المسلمين خاصة الشعب الفلسطيني.
فرغم سياسة التجويع، والتطهير العرقي، والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، لا زال الإعلام الغربي منحازا بشكل تام ومطلق لسردية اسرائيل ومدافعا عنها، مما ادى الى ايقاظ الوعي المجتمعي الغربي الذي تمظهر في المسيرات الاحتجاجية رفع من خلالها الأوروبيون شعارات تعبر عن سخطهم لما وصل اليه اعلامهم من نذالة وحقارة وانعدام للموضوعية وافتقاده للضمير الإنساني والاخلاقي المهني.
نجد على راس الإعلام الغربي العنصري، الإعلام الفرنسي، المعروف تاريخيا بعنفه اتجاه المسلمين، فعوض ان يعالج المشاكل الحقيقية الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها فرنسا، لا يجد من عناوين لمواضيعه سوى الحجاب، لباس المرأة المسلمة، ممارسة الطقوس الدينية الإسلامية.لدرجة ان سادية الإعلام الفرنسي تصور للفرنسيين ان سبب التضخم، البطالة، أزمة الطاقة، التدهور الاجتماعي والاقتصادي لفرنسا، هم المسلمون.
وعندما يتعب هذا الإعلام المرضي من مواضيع لا تمت بصلة للواقع المعيشي للمواطن الفرنسي، يبحث له عن اثارات خارجية لجلب الانتباه، ولإعادة الاعتبار له من خلال ادعائه تحقيقات عرفت تاريخيا بانها ابتزازية.
فعلاقة جريدة لوموند مع المغرب لا تخرج عن السياق المرضي الذي أشرنا له.
فعلاقة الإعلام الفرنسي وجريدة لوموند خاصة بالمغرب معروفة تاريخيا، أنها كانت، ولا زالت ابتزازية، وتوظف لخدمة خلفيات واجندات سياسية معينة.
فحقيقة الاعلام الغربي وعلى راسه الفرنسي انكشفت للعالم، اذ اتضح ان الذي يتحكم فيه ويوجهه ليس احترام اخلاقيات المهنة ، تحقيق الموضوعية والبحث عن الحقيقة، بل هاجسه الأساسي خدمة الغرب ومصالحه، حتى وان كان ذلك على حساب الغير.
لقد انكشف للعالم وحشية وهمجية الإعلام الغربي سقط معها قناع الإنسانية والحقوقية الذي ترتديه الأنظمة الغربية.
اليوم، لا يجب ان يعير المغرب اي اهتمام للحملات الإعلامية الابتزازية المسعورة الفرنسية، وعليه الاستمرار في بناء ذاته، وتطوير برامجه التنموية المستدامة، وتعزيز البناء الديمقراطي وعلاقاته الدبلوماسية المتوازنة المتميزة، وترسيخ اساس قوة المجتمع المغربي الذي يتجلى في التلاحم التاريخي القوي المقدس بين الملك والشعب.