آخـــر الأخبـــار

محمد اشويكة يفكك علاقة السينما بالعلوم الإنسانية

أصدر الناقد والأكاديمي محمد اشويكة كتابه الجديد بعنوان «السينما والعلوم الإنسانية» ضمن منشورات جسور، وهو عبارة عن دراسة نقدية عمل من خلالها الناقد على إبراز مكانة الفن السابع داخل مجال العلوم الإنسانية.

تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يضع الفن السابع على خارطة البحث العلمي ويتعامل مع السينما على أساس أنها فكر. وهو نمطٌ غائب داخل الدراسات النقدية، إذْ لا نعثر على كتب فكرية تتأمّل السينما من منظور فكري وتجعل من الفيلم قاطرة لتأسيس مشروع فلسفي يجعل من السينما وسيلة للتفكير في بعض القضايا والإشكالات التي تطال الواقع. لذلك يحاول هذا الكتاب المساهمة في تجذير العلاقة بين السينما والعلوم الإنسانية على أساس أن هذه العلاقة تظل تكاملية وذات أثر واضح.

ذلك إنّ المعرفة الكبيرة في العلوم الإنسانية ونظيرتها الاجتماعية تمنح الفيلم السينمائي قوته وعمقه وجمالياته على مستوى الكتابة. فالنقد الذي يستمد خصوصيته المعرفية من الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا يعطي للخطاب النقدي مكانته ووهجه ويجعل الكتابة تتمتّع ببعض من العمق الذي يجعل الباحث يضيء معالم الفيلم ويفتح له آفاقا رحبة على مستوى التفكير.

يقول اشويكة في كتابه هذا «لا يمكن أن يتجاهل الدارس للعلوم الإنسانية المكانة التي تحتلها الإنجازات السينمائية في حضارتنا الإنسانية. لذلك، يطرح هذا الكتاب أسئلة وقضايا تدور في فلك الأسئلة الحيوية للعوم الإنسانية والاجتماعية سواء في علاقتها بالفرد أم بالجماعة، منفتحاً على العديد من النماذج الفيلمية المسعفة في اكتشاف وإظهار السياقات الاجتماعية والنظرية التي يمكن للسينما أن تبرزها في سياق الأبحاث والدراسات المرئية التي تسعى إلى تجديد البحث العلمي في العلوم الإنسانية من جهة، والبحث السينمائي(ومنه الوسائط السمعية البصرية) من جهة أخرى».

ويرى اشويكة أنّ «هذا الكتاب مقاربة منهجية للبحث البصري في مجالات العلوم الإنسانية، تسعى إلى الإسهام في تغيير رؤيتنا للمادة الفيلمية بوصفها ترفيهية، فالدراسات في هذا الباب قليلة إن لم نقل نادرة. وهذا واقع يؤثر على عدم التجديد في مسارات البحث العلمي في التخصصات التي تطالها أسئلة هذا الكتاب. ذلك أن الفيلم السينمائي يضم مجموعة واسعة من الأشكال المرئية، تشمل صور الأرشيف وعينات مختلفة من الوسائط والخرائط والرسومات والفيديوهات والصور الفوتوغرافية، وهي أساليب نوعية تدعم أنماط البحث التقليدية، وتزيد من قيمة البناء البصري وتمثلات الهويات الاجتماعية».

نبذة عن الكاتب

عبد المجيد بوشنفى، مدير النشر للموقع الاليكتروني " البيئة بريس"، حاصل على جائزة الحسن الثاني للبيئة في صنف الاعلام ، و جائزة التعاون المغربي- الالماني في الاعلام البيئي، عضو بشبكة الصحفيين الافارقة من اجل البيئة ورئيس الجمعية المغربية للاعلام البيئي والمناخ.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *