لازال اللعب الدولي مستمرا بورقة المناخ، مؤتمرات (الكوب) ، اجتماعات، لقاءات ، الخروج بتوصيات وبلاغات من هنا وهناك، مسيرات منددة بالدول الملوثة.
وصلنا اليوم الى 29 من مؤتمرات المناخ (باكو)،رؤساء ووزراء ، الامم المتحدة ،ممثلوا المجتمع المدني، باحثون ، فنانون، فاعلون بيئيون، اعلاميون، ورشات،ندوات، معارض، اجتماعات تنظم في اطار تلك المؤتمرات، وينتهي المؤتمر كالعادة بتوصيات غير مفعلة لا تترجم على ارض الواقع.
فالدول الصناعية المسؤولة بشكل مباشر على تاريخ التلوث في العالم منذ الثورة الصناعية، لم تف بوعودها المالية اتجاه دول الجنوب، هذه الاخيرة التي تفاقمت اوضاعها الاقتصادية والاجتماعية نتيجة التغيرات المناخية، بحيث تعاني اليوم من من تراجع في مواردها المائية وتدهور لتنوعها الحيوي والطبيعي والفلاحي مما انعكس بشكل كبير على امنها المائي والغذائي.
ومن افظع الامور التي يعيشها عالم اليوم ، موت الضمير الانساني امام انهيار المنظومات الحقوقية، و حروب الابادة البيئية والانسانية التي يقف العالم شاهدا عليها، والتي مست اساسا الدول العربية – الاسلامية على راسها فلسطين ولبنان والعراق وسوريا ، اضافة الى حرب روسيا على اوكرانيا وتاثيرها على الاوضاع البيئية والطاقية العالمية.
الاف القنابل تلقى متنوعة الاشكال، تقتل الانسان والحيوان والنبات، وتساهم في تازيم الاوضاع المناخية، امام صمت عالمي، وافواه مطبقة لا تفتح الا في المؤتمرات المناخية المكيفة.
والغريب في الوضع، والعبث المؤلم ، انه في الوقت الذي يجمع المهتمين بالشان المناخي والبيئي على ارتفاع حدة التطرف المناخي وتهديده لمصير البشرية بفعل الكوارث الطبيعية، نجد قضية التغير المناخي تخضع لمزاجية من يراس الادارة الامريكية.
فهل سينسحب ترامب مرة اخرى من اتفاقية المناخ؟؟ سؤال يقلق مؤتمر الأطراف في أذربيجان كوب 29 .