العطش يصرع شابا صحراويا هاربا من مخيمات تندوف نحو المغرب

العطش يصرع شابا صحراويا هاربا من مخيمات تندوف نحو المغرب
تتواصل مآسي الصحراويين المحتجزين من طرف ميليشيات جبهة البوليساريو في مخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية، فبعد الاحتجاجات التي شهدتها المخيمات ضد طغيان قيادة الجبهة الانفصالية، لقي شاب صحراوي حتفه بشكل مأساوي بعد محاولة هروب جماعية من مخيمات تندوف.

وأقدم خمسة شبان من الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف على محاولة الهروب، في ظل حرمانهم من حرية التنقل من طرف ميليشيات البوليساريو، لكن سيارتهم التي سلكوا بها ممرا سريا غير مرخّص بالعبور منه تعطلت، وعجزوا عن إصلاحها، ما جعلهم يتفرقون بين كثبان الصحراء أملا في النجاة، قبل أن تنتهي رحلتهم بمأساة.

الشبان الخمسة تاهوا في الصحراء، وانقطعت أخبارهم، ما جعل عائلاتهم وأصدقاءهم يغامرون ويقومون بحملة تمشيط بواسطة سياراتهم في منطقة تقع على بعد 200 كيلومتر من الرابوني، وسط مخاطر إطلاق النار عليهم من طرف ميليشيات البوليساريو، ليتم العثور، بعد بحث مضن، على أربعة من الصحراويين الفارين، ويوم أمس الإثنين عُثر على خامسهم متوفى بسبب العطش.

وكان الشاب المتوفى يدعى قيد حياته أحمد محمود الديد، وتم نقل جثمانه إلى مخيم الداخلة، وسط مخيمات تندوف، وكان يأمل، حين إقدامه رفقة الصحراويين الأربعة على الهروب من جحيم تندوف، أن يدخل إلى المغرب، حسب إفادة مصدر من منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي، المعروف بـ”فورستاين”.

وحسب المصدر ذاته فإن عائلة الشاب المتوفى تحمّل قيادة جبهة البوليساريو مسؤولية وفاة ابنها، بسبب القبضة الحديدية التي تُحكم بها سيطرتها على المخيمات، ومنع الصحراويين المحتجزين هناك من أبسط حقوقهم، وعلى رأسها حرية التنقل، إذ يخضع الراغب في الخروج من المخيمات لإجراءات معقدة من طرف الميليشيات، مخافة أن يهاجر إلى المغرب.

وكان عدد من الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف خاضوا مسيرات احتجاجية سلمية خلال الآونة الأخيرة، واجهتها ميليشيات البوليساريو بالأسلحة الثقيلة، قبل أن ينقلوا احتجاجهم إلى أمام مكتب المفوضية السامية لغوث اللاجئين، لإثارة انتباه المنتظم الدولي إلى خطورة الوضع داخل المخيمات، والتدخل من أجل رفع الحصار عن المحتجزين.

وقال منتدى “فورستاين” إن الشاب أحمد محمود الديد، الذي لقي حتفه أثناء محاولة الهروب من مخيمات تندوف، هرب نظرا للظروف الصعبة التي يعيش فيها المحتجزون هناك، نتيجة التضييق عليهم ومنعهم من الخروج، وتقييد حرية التنقل وتطبيق نظام الخروج الجديد الذي أثار موجة الاحتجاجات الأخيرة.

وحمّل المنتدى جبهة البوليساريو مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع بمخيمات تندوف، محذرا من مغبة التداعيات التي ستؤدي إليها سياستها القمعية القائمة على تشريد وتصفية المحتجزين، نتيجة انعدام أفق للحل، كما اتهمها بـ”التعنت في قبول مبادرة الحكم الذاتي التي ستضمن كرامة الصحراويين، وعودتهم الآمنة إلى وطنهم الأم، المملكة المغربية”.

ويعيش قادة جبهة البوليساريو على أعصابهم وسط قلق متنام جراء تزايد وتوسع رقعة الاحتجاجات ضدهم، وهو ما زكّاه ما ذهب إليه أحد قياديي الجبهة الانفصالية، ويدعى البايكا أحماد حماد، إذ وصف الصحراويين المطالبين بحرية التنقل وفك الحصار عنهم بـ”الكلاب”، و”المرتزقة”، و”عملاء المغرب”.

هسبريس – محمد الراجي

نبذة عن الكاتب

عبد المجيد بوشنفى، مدير النشر للموقع الاليكتروني " البيئة بريس"، حاصل على جائزة الحسن الثاني للبيئة، و على جائزة التعاون المغربي- الالماني في الاعلام البيئي، عضو بشبكة الصحفيين الافارقة من اجل البيئة، ورئيس الجمعية المغربية للاعلام البيئي والمناخ.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *