أطلق برنامج جسور التجارة العربية-الأفريقية (AATB) مبادرة استراتيجية في موريتانيا لتطوير القدرات الوطنية في إكثار بذور القمح، وتعزيز الإنتاجية الزراعية، وتقوية سلسلة قيمة القمح، وتأتي هذه المبادرة بالشراكة مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة (ITFC) (www.ITFC-idb.org)، تأكيدًا لالتزام البرنامج بدعم الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في الدول الأعضاء العربية والأفريقية.
وقد جرى تأطير المشروع بمذكرة تفاهم وُقّعت في نوفمبر 2023، حيث يتم تنفيذه بالشراكة والتنسيق مع وزارة الزراعة والسيادة الغذائية في موريتانيا. ويستند المشروع إلى خبرات «أكساد» الفنية ودعم البرنامج المالي لتقليل اعتماد موريتانيا على واردات القمح عبر زيادة توافر بذور القمح عالية الغلة المنتجة محليًا.
ويهدف المشروع إلى إنشاء برنامج وطني متكامل لإكثار بذور القمح في موريتانيا، بما يعزّز إنتاج بذور أصناف «أكساد» المعتمدة محليًا، ويشجّع اعتماد سلالات محسّنة من القمح اللين والصلب، ويحدّ من الاعتماد على البذور المستوردة من خلال إنتاج بذور عالية الكفاءة وخالية من الأمراض داخل البلاد، وتسعى المبادرة إلى تقليل المخاطر الزراعية ودعم تطوير أصناف قمح عالية الغلة وقادرة على التكيّف مع الظروف المناخية المحلية من خلال تنفيذ برنامج تربية وطني للقمح سيتم اطلاقة هذا الموسم.
وبالإضافة إلى ذلك، يدعم المشروع تحسين الممارسات الزراعية على طول سلسلة قيمة القمح وإدارة الحصاد وما بعد الحصاد للحد من الفاقد وتعزيز الإنتاجية. كما يهدف إلى توفير بذور عالية الجودة للاستخدام الزراعي الأوسع، والحد من التلوث الوراثي في عمليات الزراعة، وتحديث الأطر المؤسسية الناظمة لإنتاج وتسويق القمح، بما يعزّز في المحصلة الأمن الغذائي وسلسلة القيمة الزراعية في موريتانيا.
وخلال الموسم الزراعي الاول 2023–2024، وفّر «أكساد» سلالات محسّنة من القمح لزراعتها على مساحة 20 هكتارًا في منطقة أركيز (أو الركيز)، حيث أسفر حصاد الموسم الأول عن إنتاج أكثر من 16 طنًا من القمح اللين والصلب تم استخدامها في عمليات الاكثار في الموسم الثاني 2024-2025 ، وقد عقدت اللجنة التوجيهية للمشروع، التي تضم في عضويتها ممثلين عن أكساد والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة والوزارة، اجتماعها الأول في سبتمبر 2024 واجتماعها الثاني في مايو 2025 لمراجعة التقدم المُحرز وإقرار المرحلة التالية، بما في ذلك خطط توسيع نطاق الزراعة ليشمل ولايات جديدة، واطلاق برنامج وطني لتربية القمح واستنباط أصناف جديدة عالية الغلة ومتحملة للإجهادات اللاأحيائية (الجفاف، والحرارة المرتفعة)، ومتأقلمـة مـع البيئـات المحلية ًفي ضوء التغيرات المناخية، وبناء القدرات الفنية على المستوى الوطني.
وتجسّد هذه المبادرة رسالة برنامج جسور التجارة العربية-الأفريقية في دعم مشاريع تحويلية عابرة للحدود تعزّز القدرة على الصمود الاقتصادي، وتقوّي التكامل الإقليمي، وتدعم الاعتماد على الذات والتنمية المستدامة على المدى الطويل في الدول الأعضاء، وذلك من خلال تيسير التعاون الفني الإقليمي وتطبيق الممارسات الزراعية المستدامة، ان البرنامج لا يلبّي الاحتياجات التنموية العاجلة فحسب، بل يرسّخ أيضًا قاعدة صلبة لتحقيق الاكتفاء الذاتي ورفع مؤشرات الأمن الغذائي في موريتانيا، ويقدّم نموذجًا قابلاً للتكرار والمحاكاة في دول أخرى تواجه تحديات مماثلة، بما يعزّز دور البرنامج كعامل محفّز للنمو الشامل والمستدام في المنطقتين العربية والأفريقية.
البيئة بريس/ APO