مؤسسة خديجة طنانة تحتفي بالإبداع في يوم ثقافي فني تحت شعار “حينما يهزم الإبداع العطش”

احتضن مقر مؤسسة خديجة طنانة للثقافة والفنون بمرج الغريفة، جماعة المضيق، يوم الأحد 2 نونبر 2025، يوماً ثقافياً فنياً متنوعاً تحت شعار “حينما يهزم الإبداع العطش”، في تظاهرة جمعت بين التشكيل والشعر والموسيقى، واستحضرت البعد الإنساني للإبداع باعتباره نبعاً يروي العطش الروحي قبل المادي.

افتُتح البرنامج بمعرض تشكيلي مشترك للفنانة الأرجنتينية كريستينا غيتي المقيمة بإسبانيا، والفنان المغربي عبدالمالك برهيس من مدينة الصويرة.
قدّمت كريستينا أعمالاً رقمية تمزج الفن بالتكنولوجيا، في تجربة بصرية تستكشف دينامية الصورة وحركتها، فيما قدّم برهيس أعمالاً تعتمد على وسائط متعددة تجمع بين الرسم والنحت، مستلهماً الميثولوجيا والتراث المغربي في تشكيلات أنيقة رقيقة الخطوط.

في كلمتها الترحيبية، شدّدت الفنانة خديجة طنانة، رئيسة المؤسسة، على رمزية شعار التظاهرة، مجددة الدعوة إلى تزويد منطقة جبل زمزم بالماء الصالح للشرب، في مبادرة تربط بين الحس الإنساني والهمّ البيئي والاجتماعي، وتؤكد أن الفن الحقيقي لا ينفصل عن قضايا الإنسان وحقه في الحياة الكريمة.

وقد أُديرت فقرات هذا اليوم الثقافي ببراعة من قبل الفنانة المسرحية فاطمة الزهراء الصغير، التي أضفت على الأمسية انسيابية وأناقة فنية من خلال إدارتها الراقية وإحساسها المسرحي الدقيق بإيقاع الحدث.

أما الفقرة الشعرية، فقد تميزت بحضور الشاعر والإعلامي عبداللطيف بنيحيى، الذي أتحف الحضور بنصوص تنبض بتجربة إنسانية عميقة، وغنى لغوي ورؤية فلسفية تستحضر القيم الجمالية في بعدها الوجودي. بصوته الهادئ وأدائه المتمكن، أعاد بنيحيى الاعتبار لفعل الإنصات بوصفه لحظة تواطؤ جميلة بين الشاعر والجمهور.

وفي تواصل شعري أنثوي مدهش، تألقت الشاعرتان إيمان الخطابي وسعاد باز في قراءات رصينة ومتوهجة، جسدتا فيها تلاقي الإحساس بالوعي، والبوح بالعمق، فشكّل حضورهما إضافة نوعية لهذا اللقاء الثقافي، وامتداداً جمالياً لروح الإبداع النسائي بالمغرب.

واختُتمت الفعاليات بأمسية موسيقية راقية أدّتها الفرقة الإسبانية Evoeh، التي قدّمت عرضاً فنياً مزجت فيه بين الإيقاعات الحديثة وتوظيف التراث الموسيقي الإسباني، في أداء طغى عليه البعد الروحي والتعبيري، ما جعل الحضور يعيش تجربة سمعية بصرية غنية بالانسجام والتأمل.

بهذا الشكل، أكدت مؤسسة خديجة طنانة للثقافة والفنون حضورها الثقافي الفاعل، ورسّخت من خلال هذا اليوم الإبداعي إيمانها بأن الفن يمكنه حقاً أن يهزم العطش… عطش الجسد والروح والإنسان إلى الجمال والكرامة.

نبذة عن الكاتب

عبد المجيد بوشنفى، مدير النشر للموقع الاليكتروني " البيئة بريس"، حاصل على جائزة الحسن الثاني للبيئة في صنف الاعلام ، و جائزة التعاون المغربي- الالماني في الاعلام البيئي، عضو بشبكة الصحفيين الافارقة من اجل البيئة ورئيس الجمعية المغربية للاعلام البيئي والمناخ.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *