اختلالات ترصدها خلية التتبع والرصد بمكناس

لم تكن الملاحظات الميدانية التي خلصت اليها خلية التتبع والرصد جديدة على اهل مكناس بل كانت مواقع التواصل الاجتماعي تعج بكتابات وصور للحالة المزرية التي وصلت اليها العاصمة الإسماعيلية.

لعل ما يتفق عليه جل متتبعي التدبير الجماعي بالمدينة انها ابتليت تاريخيا بمجالس جماعية عوض ان تعمل على النهوض بها وجعلها تلتحق بركب المدن المغربية الكبرى، عملت على تهميشها واقصائها من كل فعل تنموي حقيقي، ففقدت بذلك مركزيتها وتحولت الى محيط تابع.

كان من المفروض على مدينة بتاريخها العريق، وتنوعها الثقافي ورموزها الحضارية ودورها السياسي في تاريخ المغرب، ان تتنج نخبا سياسية منتخبة تحمل مسؤولية الحفاظ على مكانة المدينة التاريخية، وتعمل على استثمار رأسمالها الثقافي والحضاري لتجعله جاذبا ومطورا للسياحة الثقافية. لكن على العكس من ذلك، انتجت كائنات انتخابية لا تخدم الا نعراتها ومصالحها الذاتية ومنها من شوهت المعالم الحضارية الى درجة انها حولت السقايات التاريخية الى مراحيض.

اليوم تحولت المدينة الى مطرح للنفايات، فالأزبال عمت جوانب الشوارع الرئيسية والاسوار التاريخية والمعالم الاثرية التي رممت أخيرا بالملايين، فبجولة في صهريج الصواني تصدمك الحالة المزرية التي وصل اليها من العفن والاوساخ.

المؤسف، نحن في فصل الصيف، عوض ان يكون فضاء المدينة مريحا للجالية المغربية، أصبح مزعجا ومقلقا لها لتردي البنية التحتية الطرقية وتغيير معالم الأرصفة التي أصبحت مشكلة على سلامة المواطن وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة كما رصدت ذلك خلية التتبع والرصد.

وتعاني الساكنة الإسماعيلية من حصار اسمنتي واختناق بيئي، بحيث تفتقد المدينة الى متنفس اخضر، فالإهمال عنوان حدائقها، وجل فضاءات التجزئات العقارية التي كانت خضراء على الورق تحولت الى عمارات وعقارات سكنية.

تفتقد المدينة الى تنمية واقتصادية حقيقية، فظواهر التسول والبطالة والانحرافات الاجتماعية تشكل جزءا من معالم المدينة، وما يتمناه الاسماعيليون تغيير “مسامير المائدة الانتخابية” وصناعة نخب منتخبة تضع المصلحة العامة ومصلحة المدينة فوق كل اعتبار.

نبذة عن الكاتب

عبد المجيد بوشنفى، مدير النشر للموقع الاليكتروني " البيئة بريس"، حاصل على جائزة الحسن الثاني للبيئة في صنف الاعلام ، و جائزة التعاون المغربي- الالماني في الاعلام البيئي، عضو بشبكة الصحفيين الافارقة من اجل البيئة ورئيس الجمعية المغربية للاعلام البيئي والمناخ.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *