الفن “لكناوي” يفقد احد اعمدته : الفنان الراحل المعلم مصطفى باقبو

توفي أمس الاثنين 8 شتنبر 2025 عن عمر يناهز 72 عاماً في منزله بمدينة مراكش المعلم مصطفى باقبو، باعتباره واحداً من أهم الفنانين الذين نقلوا إرث «كناوة» من إطاره المحلي الضيّق، صوب البحث له عن آفاق فنية عالمية.

عُرف عن باقبو في كونه من الفنانين الكبار الذين استطاعوا تجديد هذا اللون الغنائي الذي يجد ملامحه الجمالية في الثقافة الإفريقية. وعلى مدار سنوات، عمل باقبو على تجذير موسيقى غناوة وجعلها أيقونة عالمية، بعد سلسلة من النجاحات التي حققتها جميع المهرجانات المغربية التي تجعل من غناوة عنوانا عريضاً لها. ورغم مظاهر التسطيح التي بات يعرفها هذا اللون الموسيقي، تظلّ تجربة باقبو من التجارب الأصيلة التي لها قيمتها وجمالياتها في التفاعل مع غناوة. إذْ رغم حرصه على حفظ الأصول الجمالية لهذا الشكل الفني، فإنّه عمل جاهداً على الثورة عليه وتجديد عبر الآلات الموسيقية.

على هذا الأساس، يمثل باقبو ذاكرة حيّة للموسيقى “الكناوية” ونموذجاً تُشيّد عليه أصول المهنة. فقد تعلم الراحل الموسيقى داخل الزوايا الصوفية وجعل منها أفقاً لبناء علاقته مع العالم.

يشكل رحيل باقبو خسارة كبيرة للساحة الفنية، بعدما فقدت في السنوات الأخيرة أكبر روادها في مجالات فنية مختلفة. غير أنّ الصعوبة تزداد بشكل كبير حين يتعلق الأمر ببعض الفنون التي لها تاريخها وذاكرتها مثل غناوة، حيث تفرض على المؤسسات الوصية على الشأن الفنّي إعادة الاعتبار لهذا الفنّ من خلال التكوين الذي يساهم في استمراره داخل جغرافية الموسيقى المغربية، مع ضرورة الانفتاح على تجارب موسيقية عالمية، من أجل تحقيق تواشج جمالي بين الفنون التراثية والآلات الموسيقية الحديثة.

نبذة عن الكاتب

عبد المجيد بوشنفى، مدير النشر للموقع الاليكتروني " البيئة بريس"، حاصل على جائزة الحسن الثاني للبيئة في صنف الاعلام ، و جائزة التعاون المغربي- الالماني في الاعلام البيئي، عضو بشبكة الصحفيين الافارقة من اجل البيئة ورئيس الجمعية المغربية للاعلام البيئي والمناخ.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *