في إطار متابعة مرصد حماية البيئة و المآثر التاريخية بطنجة لملف حدائق المندوبية، ووقوفه على مختلف المستجدات التي يشهدها الملف و التي كان آخرها مباشرة جرافة لأشغال الحفر بعين المكان يوم الأربعاء 8 ماي 2019، و نظرا لهذا المنعطف الخطير و السلوك المتهور و الغير المسؤول الذي يأتي في الوقت نفسه الذي تجمع فيه قوى المدينة على رفض تدمير الحديقة، و في الوقت الذي أودع فيه المرصد عريضة لتثمين هذا الفضاء لدى المجلس الجماعي ، فان المرصد يعبر عما يلي:
– اعتبار قرار المسؤولين الذين سمحوا بتحريك الجرافات سلوك أرعن جدير بزمن سنوات الجمر و الرصاص، و هو تصرف يوغل في انتهاك حرمة هذا الفضاء و يستهتر بموقف الساكنة وعموم القوى الحية بالمدينة، و ينتصر لمصالح الشركات و وحوش العقار على حساب الرأسمال الحضاري للمدينة و ساكنيها.
– تثمين التفاف الساكنة و قواها الحية من أجل إنقاذ حدائق المندوبية، لا سيما الهيئات و الأحزاب و المركزيات النقابية و الجمعيات الحقوقية و البيئية الموقعة على ميثاق حماية بيئة و مآثر المدينة.
– إدانة منع السلطات لفعاليات مدنية بعين المكان ، و التعبير عن التضامن الكامل معها و مساندة جميع الأشكال النضالية التي تدعو لها مختلف التنظيمات المدنية من اجل إنقاذ الموقع المذكور.
– الأسف العميق عن عدم إعطاء فرصة لممارسة ديمقراطية سليمة من خلال السماح بمناقشة عريضة المرصد بهذا الخصوص ، و الالتفاف على الموضوع بسياسة فرض الأمر الواقع، و الإمعان في إهانة ذاكرة المدينة و بيئتها.
وعليه فان المرصد الذي التأم مكتبه التنفيذي في اجتماع طارئ يومه الخميس 09 ماي 2019 ، و هو يستحضر هذا التوجه الجديد الذي يعكس رغبة بعض الجهات و المؤسسات بالعودة بالمدينة لزمن الفوضى العقارية و الاحتكام إلى نزوات الشركات و وحوش العقار على حساب حق الساكنة في البيئة و العيش الكريم ، وبعد استنفاذ كافة القنوات والإجراءات التي يسمح بها القانون، و توجيه مراسلات عدة و عقد لقاءات مع رئيس المجلس الجماعي لطنجة، وتقديم عريضة في الموضوع.
و بناء على الاستياء الذي عبرت عنه جميع الهيئات السياسية و المدنية و الحقوقية والنقابية بالمدينة، و رفضها القاطع لإقامة مرآب مكان الحديقة، فإن المرصد يدعو عموم المواطنات و المواطنين و جميع الغيورين على المدينة و كافة فعالياتها السياسية و المدنية إلى التعبئة الشاملة للتصدي لهذا المنزلق الخطير .